-يرى المهاجم السابق للمنتخب الجزائري، صالح عصاد، أن مشاركة ''الخضر'' في دورة أنغولا كانت إيجابية رغم النقائص التي لا يزال يعاني منها الفريق الوطني. كما اعتبر أن الخسارة التي مني بها رفقاء بوفرة ضد مصر لا يتحمل مسؤوليتها الحكم البينيني كوفي كوجيا، وحده، نظرا لأمور حدثت قبل وأثناء اللقاء كشفها في هذا الحوار.
في البداية كيف تقيّم المشاركة الجزائرية في دورة أنغولا؟
إذا استثنينا المباراة الأولى ضد منتخب مالاوي والآثار التي تركتها مباراتنا ضد المنتخب المصري، فإن مشوار منتخبنا في هذه الدورة كان إيجابيا، لأن الفريق وصل إلى الدور نصف النهائي بعد غياب عن الدورتين السابقتين. ويجب أن نعطي الثقة الكاملة لهذه العناصر الشابة التي أكيد استفادت كثيرا من هذه المشاركة الإفريقية قبل ستة أشهر عن المونديال. وإذا وضعنا مباراة كوت ديفوار كمعيار، فإن فريقنا الوطني يملك مجموعة بدأت تجد معالمها وانسجامها وقادرة على تطوير إمكانياتها أكثر قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا.
لكن الهزيمة ضد المنتخب المصري وما فعله الحكم البينيني كوفي كوجيا ترك فعلا أثارا كبيرة على اللاعبين وعلينا جميعا ؟
لو نواجه مصر مائة مرة لن تهزمنا بأربعة أهداف، فالحكم كوفي كوجيا كان متحايلا ومنحازا في قراراته لصالح المنتخب المصري، لكن أريد التنويه إلى شيء مهم حدث في المباراة.
تفضّل..
عناصرنا لم تدخل في المباراة بقوة ووقعوا في الفخ الذي نصبه الحكم كوفي كوجيا، حيث فقدوا تركيزهم ولم يتحكموا في أعصابهم، ويجب أن تكون هذه المباراة درسا للاعبين قبل المونديال. وأريد أن أقول أنه كان على المدرب سعدان والطاقم المسيّر أن ينبهوا اللاعبين ويحضّرونهم من الناحية النفسية حول ما قد يحدث في المواجهة التي ستجمعهم بالمنتخب المصري. وعلى كل فالأخطاء التي ارتكبها اللاعبون تعود إلى نقص التجربة.
البعض يرى أن المنتخب الوطني كان بإمكانه الوصول إلى النهائي ما رأيك ؟
ليس فقط الوصول إلى النهائي وإنما التتويج بالكأس. وإذا تتبّعنا مشوار ''الخضر''، فإن منتخبنا ضيّع فرصة كبيرة للتتويج باللقب خاصة بعدما عاد بقوة ضد مالي وأكد أمام كوت ديفوار.
لكن الوصول إلى الدور نصف النهائي اعتبره الجميع إنجازا باهرا؟
كان على سعدان والمسؤولين في الكرة الجزائرية تحديد الأهداف في دورة أنغولا قبل انطلاقتها وليس القول أنه يجب تسيير مباراة بمباراة. وبعبارة أخرى كان على سعدان أن يضغط على لاعبيه قبل السفر إلى أنغولا ويذكّرهم أنهم سيلعبون المونديال وعليهم أن يؤكدوا أحقيتهم في التأهل إلى هذا الموعد الكروي الهام. والخطاب الذي وجهه سعدان للاعبين له الأثر على النتائج المسجلة في دورة أنغولا وشعر اللاعبون أن بوصولهم إلى الدور نصف النهائي وفرحة الجميع بإنجازاتهم وكأنهم وصلوا إلى الهدف المسطر، وأعطي مثالا حيّا على ما فعله مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة. فبعد فشله في التأهل إلى المونديال، حدد اللقب الإفريقي كهدف له وشرع في التحضير له والضغط على اللاعبين من أجل بلوغ ذلك الهدف وهو ما استطاع تحقيقه.
المدرب سعدان أحدث بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية في لقاء نيجيريا ما هو تقييمك للعناصر الاحتياطية التي أشركها في المباراة السادسة؟
إذا كان الطاقم الفني لا يثق في العناصر الاحتياطية فلماذا استدعاها للتنقل إلى أنغولا وتجريب الاحتياطيين في مباراة رسمية مهم جدا. والمدافع بابوش ورحو قادران على إعطاء الدعم، خاصة أن هناك اختلال في التوازن بين خطي الوسط والهجوم، ونقطة ضعف المنتخب هي في خط هجومه. وفي مباراة نيجيريا قدما الثنائي رحو وبابوش عملا كبيرا لغزال، أما عبدون فلم يجد صعوبة كبيرة في التأقلم في الفريق وحتى دخوله في مباراة مصر كان متأخرا مع أنه أربك الدفاع المصري، لكن زياية لم يحصل على فرصة وكنا ننسى تواجده مع المنتخب واللاعب إذا تجاهله المدرب يفقد الثقة في النفس. وتمنّيت لو تحصّل زياية على الفرصة مثلما حصل عليها جدو في المنتخب المصري، حيث عرف المدرب شحاتة كيف يستغل إمكانيات هذا اللاعب الذي كان وراء التتويج.
إذن تؤمن بفكرة ضرورة تدعيم التشكيلة قبل المونديال؟
كلنا نعلم أن المستوى في المونديال أحسن بكثير من كأس أمم إفريقيا، ولهذا يجب التحضير جيدا له واختيار الأحسن من اللاعبين، وجبور عاد بقوة إلى المنافسة ويستحق العودة إلى التشكيلة الوطنية، سيما وأن خط الهجوم لا يزال الحلقة الضعيفة في المنتخب. وبرمجة أكبر عدد من المباريات الودية قبل المونديال ضروري جدا ولا يجب أن يتكرر سيناريو دورة أنغولا.
هل ترى أن بإمكاننا إحداث المفاجأة والتأهل إلى الدور الثاني من المونديال؟
الجزائر تتواجد في مجموعة صعبة، لكن التأهل إلى الدور القادم ليس مستحيلا، وعلينا أن نستهل المنافسة بالفوز على المنتخب السلوفيني الذي سيكون مفتاح التأهل إلى الدور القادم. وكما قلت، فإننا نملك مجموعة قادرة على إحداث انتفاضة كبيرة.